Banner Image Banner Image
Image de l'article

"احس بشعور عظيم وبصحة جيدة"، هذا كان أول ماعبرت عنه "إميلي وايتهيد" في اخر مشاركة إعلامية لها، وذلك بعد أن أصبحت أول طفل يشفى وهذا بفضل العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الكيميرية. 

10 مايو 2012 يمثل علامة فارقة في تاريخ علاج السرطان في العالم، حيث تم الإعتماد على مقاربة جديدة للعلاج بالخلايا التائية للمريض والتي تم تعديلها في المختبر من أجل التعرف على الخلايا السرطانية ومكافحتها، وذلك عن طريق إضافة مستقبلات تلتصق بمستضدات الخلايا السرطانية المحددة. 

تبدأ القصة عندما جاء توم وكاري وايتهيد (والدى إيميلي) إلى مستشفى الأطفال في فيلادلفيا بحثًا عن معجزة لابنتهما البالغة من العمر 6 سنوات، والتي كانت تكافح سرطان الدم الليمفاوي الحاد. لقد تم إستخدام العلاج التقليدي لسرطان الأطفال مع إيميلي، غير أن مرضها كان خارج نطاق السيطرة لدرجة أنها كانت غير مؤهلة لعملية زرع نخاع العظم لعلاجه. 

إلا أن الدكتور "ستيفان جروب"، الرائد في مجال العلاج المناعي الخلوي في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، كان يعمل في تعاون وثيق مع ثلة من الباحثين: د."كارل جون"، و"بروس ليفين"، و"ديفيد بورتر" في مركز "أبرامسون" للسرطان التابع لجامعة "بن ميدسين" لوضع بروتوكول حديث ويستخدم لأول مرة عند الأطفال، حيث يسعى للعلاج بتغيير الخلايا التائية للمريض لتصبح قادرة على محاربة سرطان الدم، و ذلك عن طريق إعادة هندستها الوراثية من أجل مهاجمة البروتينات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية و من تم قتلها. 

و يتم ذلك عبر التعرف على هذه البروتينات السرطانية بواسطة المستقبلات المستضدات الكيميرية التي تصبح الخلايا التائية حاملة لها بعد هذا التعديل الوراثي. 

و قد بدء العلاج بالفعل عندما تم جمع الخلايا التائية الخاصة ب"إيميلي" وإرسالها إلى مرفق إنتاج الخلايا واللقاحات في بنسلفانيا، حيث قام الفريق بتعديل خلايا إميلي بمستقبل مستضد كيمري الذي استهدف (س.د 19) ، وهو بروتين موجود على سطح جميع الخلايا السرطانية. 

بعد شهر من خضوع إميلي للعلاج الكيميائي لإعادة ضبط جهازها المناعي، تم حقنها بالخلايا التائية المعدلة وراثيًا على مدى ثلاثة أيام. 

و رغم تعرضها للمرض مباشرة بعد هذه العملية، إلا أن حالة إميلي تحسنت بشكل ملحوظ، حيث أن الخلايا التائية المهندسة في إيميلي فعلت بالضبط ما كان من المفترض أن تفعله و تمكنت من القضاء على السرطان. 

في 30 أغسطس 2017، أي بعد خمس سنوات من علاج إميلي، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استعمال هذه الطريقة العلاجية الجديدة لكونها أول علاج ناجح من نوعه، والذي يُسمى الآن "تيساجين ليكليوسيل" أو "كيمريا". 

و ساهمت المبادئ المستخدمة في نجاح علاج إميلي، عبر تعديل الهندسة الوراثية لخلاياها التائية وإعادة ضخ تلك الخلايا مرة أخرى في جسمها، لتطوير علاجات في مجالات إكلينيكية أخرى، بحيث يبحث الباحثون أيضًا في الاستخدام المحتمل للعلاج بالخلايا التائية لعلاج الأورام الصلبة، والتي يكون علاجها أكثر صعوبة عند إستعمال نهج العلاج المناعي لأن الأورام تجد طرقًا لاستبعاد الخلايا التائية ومنعها من دخول الورم وقتله. 

لقد أثبتت أكذلك هذه التجربة أن أبحاث سرطان الأطفال يمكن أن تؤدي، ليس فقط إلى تطوير علاجات جديدة لهذا المرض الفتاك، بل هي تساهم كذلك في تطوير علاجات في مجالات مرضية أخرى لدى كل من الأطفال والبالغين.

المصدر: 

https://www.chop.edu/news/first-child-receive-revolutionary-car-t-therapy-celebrates-10-years-cancer-free

 

أضف تعليقك

الأحرف المتبقية -1000/1000

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات الزوار

  • لا يوجد أي تعليق لهذا المنشور كن أول من يضع تعليقا

أعلى