في كل سنة يتعرض الملايين من المرضى عبر العالم لأضرار خطيرة ناجمة عن عملية علاجهم اذ تعد الأضرار التي تنجم عن العلاجات الخطيرة من بين الأسباب العشر المسببة في الموت و العجز في العالم 134 مليون هو عدد الأضرار السنوية التي تلحق بالمرضي خلال عملية استشفائهم بمستشفيات البلدان المتوسطة و ضعيفة الدخل و تؤدي الى 2,6 مليون حالة وفاة 80 % منها كان يمكن تفاديها، % 25 من المرضى يعانون من المضاعفات الجراحية و مليون شخص يموتون سنويا أثناء العمليات الجراحية المعقدة أو مباشرة بعد اجرائها % 10 من المرضى في حالة استشفاء في البلدان المتوسطة و ضعيفة الدخل يتعرضون للعدوى بالأمراض الانتهازية داخل المستشفيات و بعضها يبلغ من الخطورة ما يصل حد الوفاة كما يعد التعرض للأشعة الطبية دون الحاجة الحقيقة لها أو استعمالها من طرف أشخاص غير مؤهلين من المشاكل التي تعاني منها المنظومة الصحية العالمية نظرا للأضرار التي يلحقها الاشعاع بصحة التقنيين و المرضى على حد سواء . اذ تقول الإحصائيات أن متوسط الخطأ في هذا المجال يكون في حدود 15 من 10000 حالة.
و تخلف كل هذه الأرقام المخيفة آثارا ثقيلة على المستويين الاجتماعي و الاقتصادي العالمي تقدر قيمتها بآلاف الملايير من الدولارات و تنجم جلها عن مجموعة الأخطاء التي ترتكب خلال السلسلة الاستشفائية و العلاجية في كل مراحلها انطلاقا بالتشخيص, مرورا بتحديد طريقة العلاج سواء كانت دوائية أو جراحية و انتهاءا بسلوك المريض اتجاه العلاجات الموصوفة له.
و يبقى التشخيص الخاطئ أو المتأخر على رأس الأسباب التي تلحق الضرر بملايين المرضى عبر العالم, اذ في الولايات المتحدة الامريكية و حدها تصل نسبة المرضى البالغين الذين يتعرضون للأخطاء التشخيصية الى 5% و هي الأخطاء التي لها دخل في 10% من الوفايات و هي النسبة التي يتوقع أن تكون أكبر في البلدان المتوسطة و ضعيفة الدخل.
بينا يقدر الضرر السنوي الناجم عن الأخطاء الدوائية لوحدها ب42 مليار دولار سنويا, و هي في مجموعها الأخطاء التي يتسبب بها كتابة الوصفات بكلمات مختصرة, التعليمات غير الواضحة, وصف الجرعات الخاطئة, الحقن بالطريقة الخطأ, الوصفات الغير المناسبة للحالات المرضية, الاستعمال السيئ للدواء من طرف المريض و غيرها من الأخطاء التي من أسبابها الأعطاب المعلومة للمنظومة الصحية من قبيل قلة الموارد البشرية, تعب مهنيي الصحة أثناء ساعات العمل المتواصلة و ظروف العمل غير المواتية.
و للحد من كل هده الآثار المضرة بالمرضى أطلقت منظمة الصحة العالمية في أكتوبر 2004 برنامج سلامة المرضى، من أجل التعاون والعمل الدولي بين الدول الأعضاء وأمانة المنظمة والخبراء التقنيين والمستخدمين والجمعيات المهنية و كذا مختبرات الأدوية, و منذ ذلك الحين و المنظمة تعمل على كل المستويات من أجل حماية سلامة المريض الى غاية جمعها العام 62 المنعقد في ماي المنصرم حيث قررت جعل 17 شتنبر يوما عالميا من أجل التحسيس بخطورة و أهمية هذا الموضوع الدقيق و دقا لناقوس الخطر المحدق بسلامة المريض.
و من المعلوم ان لكل شخص حق. في الصحة و العلاج إلا أن دور المريض في عملية استشفائه بات أمرا ضروريا من أجل نجاعة علاجه و دفعا للكثير من الأضرار التي قد تنجم عن استعماله السيئ للدواء على قدر سواء من المسؤولية التي يتحملها مهنيي الصحة و للمزيد من المعلومات في هدا الشأن ندعوك أيها القارئ الكريم للاطلاع على المقال التالي العلاج مسؤولية المريض كذلك.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.