Banner Image Banner Image
Image de l'article

بالفيديو، أجي تعرف شكون هو الفارماسيان :

 

تعرف على الصيدلي و على مهنة الصيدلة :

يقول لويس فاريجول، المعروف باسم جول رومانيس، كاتب وفيلسوف وشاعر وكاتب مسرحي فرنسي، عضو الأكاديمية الفرنسية : الطبيب الذي لا يستطيع الاعتماد في الدرجة الأولى على الصيدلي هو جنرال يخوض معركة بدون مدفعية.

جل الأمراض علاجها حبة دواء أو رشفة شراب أو تطبيق مرهم أو حقنة ... حتى الأوبئة علاجها لقاح ... بل حتى الجراحة لا يمكن أن تتم دون دواء مخذر و آخر يحضر المريض للعملية و ثالث يخفف ألمه بعدها. أيضا عدد من الكشوفات تعتمد على مواد صيدلانية ... أما المستعجلات و التعامل مع الحالات الطارئة فلا تتخيله بدون أدوية ؟

التاريخ، يشهد على أن الصيدلة اول ما ظهر من العلوم الصحية في العصور ما قبل الإنسان ...  فعدد من الحيوانات و من بينها القطط، عرفت بالتجائها لأنواع محددة من النباتات، في كل مرة شعرت باضطراب صحي معين، و هذا الفعل هو التجاء للدواء من أجل الاستشفاء.

المقاومة من أجل البقاء هي غريزة، تقع في قمة هرم ماسلو، و من وسائلها الطعام و الدواء و يقول ربنا سبحانه "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً".

كما تأتي التوجيهات النبوية بإرشاد المسلم إلى ما ينفعه، وما يصلح روحه وجسده، وهذا مما يبرز واقعية تلك التوجيهات، وتوافقها مع الفطر السليمة، ومن ذلك التوجيه بالتداوي وعلاج الأمراض الظاهرة والباطنة، وهو أيضا توجيه بالبحث والدراسة لاكتشاف الأدوية التي أودعها الله في الأشياء، فهذا مما يشير إليه هذا التوجيه النبوي الكريم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء؛ كما قال عليه الصلاة و السلام:  تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلَّا الْهَرَمَ.

هذا عن شرف العمل في مهنة الدواء و اكتشافه و دراسته و السهر على حسن تحضيره و ترشيد استعماله.

من الجانب العلمي للموضوع، يعتمد علم الصيدلة على الفهم و الجمع بين علوم كثيرة من أجل تحصيل الاستدلالات الضرورية لفهم طريقة عمل دواء معين في علاج مرض أو اختلال محدد، مع الإحاطة بكل الجوانب الخاصة بسلامة التعامل معه و حسن استعماله.

ابتكار دواء يحتاج ل 12 سنة من البحث و الجهد.

من أجل التخصص في ابتكار الأدوية يدرس الدكتور الصيدلاني 10 سنوات على الأقل.

من أجل التخصص في تصنيع الأدوية يدرس الدكتور الصيدلاني 10 سنوات على الأقل.

من أجل التخصص في تكييف نوع الدواء و جرعاته و استعمالاته للمريض يدرس الدكتور الصيدلاني 10 سنوات على الأقل.

ففي الوقت الذي يتعرض كل سنة الملايين من المرضى عبر العالم لأضرار خطيرة ناجمة عن عملية علاجهم، تقدر منظمة الصحة العالمية الضرر السنوي الناجم عن الأخطاء الدوائية لوحدها ب42 مليار دولار سنويا، و هي في مجموعها الأخطاء التي يتسبب بها كتابة الوصفات بكلمات مختصرة، التعليمات غير الواضحة، وصف الجرعات الخاطئة، الحقن بالطريقة الخطأ، الوصفات الغير المناسبة للحالات المرضية، الاستعمال السيئ للدواء من طرف المريض و غيرها من الأخطاء التي من أسبابها الأعطاب المعلومة للمنظومة الصحية من قبيل قلة الموارد البشرية، تعب مهنيي الصحة أثناء ساعات العمل المتواصلة و ظروف العمل غير الموااتية.

و للحد من كل هده الآثار المضرة بالمرضى أطلقت منظمة الصحة العالمية في أكتوبر 2004  برنامج سلامة المرضى، من أجل التعاون والعمل الدولي بين الدول الأعضاء وأمانة المنظمة والخبراء التقنيين والمستخدمين والجمعيات المهنية و كذا مختبرات الأدوية، و منذ ذلك الحين و المنظمة تعمل على كل المستويات من أجل حماية سلامة المريض الى غاية جمعها العام 62 المنعقد في ماي المنصرم حيث قررت جعل 17 شتنبر يوما عالميا من أجل التحسيس بخطورة و أهمية هذا الموضوع الدقيق و دقا لناقوس الخطر المحدق بسلامة المريض.

 و هكذا يبقى الاخصائي الوحيد في الأدوية و آخر حلقة في رحلة العلاج، الصيدلي، هو الحارس الفعلي على سلامة المريض.

و لا يوجد ما هو أشد وطأة على  صحة المواطن من العقد النفسية التي تغرق المنظومة الصحية في صراعات عقيمة، لا أساس لها من العلم و لا المنطق و لا تمت للوطنية و لا نبل المهنة الصحية في شيء، و هي تحرم المواطن من الاستفادة من قدرات الصيدلي الذي يبقى الأمل من أجل تحقيق منظومة صحية عادلة و مندمجة ترفع من جودة العرض الصحي الوطني مما سيضمن للمواطن العلاج بسلامة و فعالية و أمان.

الصيدلي هو مهني الصحة المتخصص في علم الأدوية ودوره المجتمعي المشهور كصيدلاني عام يتمثل في صرف أدوية الوصفات الطبية للمرضى مع مراجعة الطرق الصحيحة لاستخدامها وتبيين الآثار الجانبية لها و الهدف من ذلك أن يتأكد الدكتور الصيدلاني من الاستعمال الأمن والفعال للأدوية من طرف المريض. وبناء على ذلك يتوجب على الصيادلة والأطباء العمل يدا بيد للتأكد من تلقي كل مريض علاجه الصحيح و بالطريقة الصحيحة مما يساعد على تحقيق الأمن الدوائي و الهدف العلاجي في آن واحد.

لكن كما سلف معنا فالصيدلي هو أيضا المختص في تطوير و صناعة الأدوية وتتبع عملية التصنيع ومراقبة جودتها بالمختبرات الصيدلانية، كما يمكنه أن يشتغل في المستشفيات و هو تخصص يدعى الصيدلة الاستشفائية و منها تتفرع الصيدلة الاكلينكية و الشعبة التي تختص في تحضير أدوية السرطان الاستشفائية؛ و من الصيادلة من يتخصصون في البيولوجيا الإحيائية التي تعنى بالتحاليل المخبرية الطبية.

فبعد الإنتقاء و النجاح في المبارة، و هو ما يتطلب معدلات باكالوريا مرتفعة هي الأعلى في عتبات كلية الطب و الصيدلة، يلج الطالب الصيدلي لكلية الطب و الصيدلة، إذ يتخرج بعد مسار دراسي طويل ممتد على 6 سنوات على الأقل، ينتهي بأداء القسم أمام اللجنة، دكتورا في الصيدلة.

يدرس الطالب الصيدلي في الكلية، مواد دراسية متعددة

  • تبدأ بعموميات أصول الطب و الصيدلة كالتكوين الفسيولوجي للجسم البشري و تقديم في الأمراض و كذلك السيميائية المتعلقة بها و أيضا تقنيات و مؤشرات التحاليل الطبية مع مبادئ الفيزياء و الكيمياء البيولوجية و علوم أخرى كثيرة تتطرق للنباتات الطبية و علم التغذية و الصحة العامة ؛
  • ثم يتدرج في دراسته الأكاديمية في علوم الصيدلة من العام إلى الخاص، من الكيمياء التحليلية إلى الكيمياء العلاجية المختصة التي تربط بين التركيبة الكيميائية للمادة الفعالة و مفعولها العلاجي و كذلك علم الدوائيات الذي يتعلم فيه حركية الدواء و تأثيراته و جرعاته و ممنوعاته واستعمالاته العلاجية في جسم الإنسان بالاضافة لعلم تطوير و تركيب الأدوية مع علوم أخرى كثيرة، دقيقة و متخصصة.

كما يمكن للصيدلي أن يتخصص بعد أربع سنوات دراسية إضافية في تخصصات كثيرة من بينها  :

  • الصيدلة الاستشفائية
  • الصيدلة الإكلينيكية ؛
  • الصيدلة الصناعية ؛
  • التحاليل الطبية
  • التحضير الكالينيكي للأدوية
  • الحركية الفيزيولوجية و العلاجية للأدوية
  • علم السموم
  • و غيرها ...

كما تتيح التكوينات المستمرة للصيادلة من الإلمام بالعديد من المعلومات و نيل الكثير من الدبلومات في ميادين تكميلية ذات صلة بقطاع الصيدلة كالتغذية و المستلزمات الطبية و الصحة العامة و تخصصات أخرى كثيرة.

الصيدلة مهنة منظمة بالقانون - أنظر مدونة الأدوية و الصيدلة و تخضع مزاولتها في القطاع الخاص، لحصول الصيدلي و هو إطار صحي وطني، على رخصة الأمانة العامة للحكومة بعد استشارة الوزارة الوصية و المجلس الوطني للصيادلة.

الوزارة الوصية على قطاع الصيدلة هي وزارة الصحة من خلال مديرية الأدوية و الصيدلة.

و يبقى صيدلاني الحي هو نقطة الاتصال المتكرر مع المريض و الذي يستعلم منه عن الأمور المتعلقة بالصحة، وحيث هو أيضا الخبير الأول في الدواء هذه الحقيقة تجعل للدكتور الصيدلاني دور كبير في الرعاية الصحية للمريض و من أدواره المتعددة على سبيل المثال لا الحصر، ما حدد في المواد ،29 34 و 35  من القانون 04-17 :

  • عملية صرف الدواء هي عمل صيدلاني بحكم القانون و يستوجب على الصيدلاني تسليم الدواء بعد تحليل الوصفة الطبية مع وضع المعلومات الضرورية رهن اشارة العموم حول حسن استعمال الأدوية و المواد الصيدلية ؛
  • كما يجب عليه القيام بالأعمال المرتبطة بالنصائح الوقائية و التربية الصحية؛
  • و يمكنه كذلك أن ينصح المريض باستعمال الأدوية الغير الخاضعة بالضرورة للوصفة الطبية؛ .
  • و يجب على الصيدلاني التأكد قبل صرف الدواء من المعطيات الواردة في الوصفة الطبية ولا يمكنه صرف الدواء إذا كان المقدار الموصوف يفوق المقدار المسموح به إلا إذا أكد الواصف على ذلك كتابيا و في غياب تأكید كتابي على الوصفة الطبية يتعين على الصيدلاني الاتصال بالطبيب للتأكد من المقادير الموصوفة و إلا امتنع عن صرف الوصفة و عليه ينصح المريض بمراجعة طبيبه؛
  • كما يخول القانون للصيدلاني الاحتفاظ بالوصفة الطبية أن رأى ضرورة ذلك مع منحه نسخة مختومة بختمه للمريض.

كما يعد الصيدلاني هو المؤهل المراقبة التداخلات بين الأدوية أو بين الدواء والطعام، أو تأثيرها على أمراض أخرى و توعية المريض بضرورة اتصاله بالصيدلي أو/و الطبيب أن لاحظ أعراضا جانبية خلال فترة علاجه.

و يبقى الصيدلاني المغربي على قدرة علمية عالية و كفاءة تقنية حقيقية تسمح له بالمساهمة الفعالة في تطوير المجال الصحي المغربي، خاصة أنه يتموقع في الصف الأمامي الأول من خلال اتصاله المباشر مع شريحة كبيرة من المواطنين و هو معطى هام و جب الاستفادة منه.

وفي انتظار أن تتيح له القوانين تقديم المزيد من الخدمات للمواطنين، كما هو الشأن في العديد من البلدان المتقدمة تماشيا مع تأهيله الصحي الأكاديمي الرفيع و استفادة منه، يبقى الصيادلة جنود مجندة من أجل المصلحة الصحية للوطن والمواطنين.

قسم التخرج :

أعلى